مارس 21, 2023 @ 7:36

رمضان فرصة جيدة لأن يتأمل كل منا نفسه .. ويستنفر قواه الداخلية .. فرمضان ينمي في داخلنا إحساس القوة .. فقد توقفنا بإرادتنا عما اعتدناه في حياتنا .. وعمّا كنا نقوم به من أشياء حلال .. فالأحرى أن نمتنع عن ارتكاب الأشياء الحرام.. ورمضان أيضاً فرصة أن يتوقف فيها الإنسان مع نفسه .. ويبتعد عن دوران الحياة الذي يأخذ بعنقه بشكل لا يمكّنه من أن يراجع نفسه .. ويُغيّر عاداته السيئة إلى عادات حسنة .. والحسنة تفضي إلى ما هو أفضل منها .
والتغيير بشكل عام صعب على الإنسان .. ولا يستطيع أن يقوم به ما لم يقوي لديه الرغبة والإرادة والإحساس بالقوة .. ورمضان يساعد الإنسان على الشعور بهذا الإحساس .. ومن ثم يقويه ويجعله قادراً على التغيير .
لعشاق الاطلاع والقراءة خبير التطوير الإداري والتنمية البشرية الأستاذ (محمد أحمد عبد الجواد) في كتابه المفيد الثر (رمضان وبدء التغيير) يقول: هنالك أشياء تعيننا على التغيير وإدارة الذات يوفرها لنا رمضان فلنجعلها زاداً لبقية حياتنا ، وهي تشمل :  1/ تعديل السلوك : تكرار العادة .. فأنت وخلال ثلاثين يوماً تتعود الانضباط .. حيث تمسك عن الطعام في وقت محدد .. وتفطر في وقت محدد .. فتكرار عادة مستمر خير على النفس في تأصلها من فعلها على فترات زمنية وفي وقت متقطع ، 2/ التربية على قوة الإرادة: فمنذ أيام قليلة قبل رمضان لم تكن تستطيع أن تتحكم في ذاتك وكنت تثور غضباً عندما يتأخر الطعام عليك .. وكنت تغضب لنفسك .. واليوم أمامك الطعام ولا تتناوله .. ويسيئ إليك غيرك .. وتقوم (اللهم إني صائم) ، 3/ الشعور بالإنجاز : يوم مرَّ .. صمته .. وصلاة حافظت عليها .. ودعاء : “اللهم إني لك صمت .. وعلى رزقك أفطرت .. فاغفر لي ما قدمت وأخرت .. الحمد لله ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى” مع هذا الدعاء في الإفطار تشعر بأنك حققت شيئاً ونجحت بالفعل في أن تلزم نفسك أشياء طيبة .. وهذا الإحساس بالطبع ينمي لديك قدرتك على الإنجاز .. الأمر الذي يشيع في نفسك الرضا والاطمئنان والسعادة ، 4/تقسيم هدفك إلى مراحل حتى تصل إليه : فالعشر الأوائل رحمة .. والثانية مغفرة .. والثالثة عتق من النار .. والتماس ليلة القدر في الليالي الفردية .. وهكذا من مرحلة إلى أخرى .. يبدأ المرء فيها الصيام فرحاً به (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) {يونس:58} .. فرح بموسم الطاعات والقربات والخيرات فرح بفتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار وتصفيد الشياطين ومردة الجن . وفي أواسط الشهر مغفرة ينشدها المسلم .. وفي العشر الأواخر تبتل ودعاء ورجاء للعتق من النيران .. حتى يأتي آخر يوم (ويغفر الله لهم في آخر ليلة ، قيل : يا رسول الله ، أهي ليلة القدر ؟ قال: لا ، ولكن العامل يوفي أجره إذا قضى عمله) ، 5/ تذكر أن التغيير يأتي من داخلك : فالعزيمة عزيمتك .. والقرار قرارك .. وكما يقولون : (إذا صح العزم … وضح السبيل) .. فقوي عبر رمضان إرادتك وجدد عزمك .. واقتنص فرصتك .. ولا تدعها تفلت من بين يديك .. وتذكر أن حل مشكلتك بين يديك .. وأنك قادر على أن تحسن من وضعك .. وتغير من حالك .. فقط إذا أردت .. فأسال الله سبحانه وتعالى أعزائي القراء أن يجعلنا نخطوا مسرعين نحو التغيير الأمثل لحياتنا وذلك مأمول النجاح استفدنا  من المآثر التي يقدمها لنا صوم رمضان ..
وفي الختام حتى الملتقى أعزائي القراء اسأل الله لكم اليقين الكامل بالجمال حتى يقيكم شر الابتذال في الأشياء.


اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب