مارس 21, 2023 @ 9:11

ظِلَال القمــــــر

عبدالرحمن محمـــد فضــل

amff95@yahoo.com

التقشف

كل عام يزداد الفقر ويدخل عدد مقدر من الناس إلى طبقة الفقراء وذلك لأسباب كونية من سنن الله التي لا تحابي أحد ويرجع هذا التردي والتدهور الإقتصادي بسبب الفشل وعدم القدرة على إدارة الموارد بصورة صحيحة  ويتحمل هذا الفشل الحكومة وعلى رأسها وزارة المالية التي تحاول على استحياء معالجة فشلها بفرض مايسمي (التقشف) وهو في حقيقتة من الأسماء الناعمة علي شاكلة (فجوة غذائية) هو ( اسم الدلع للمجاعة) والتقشف هو ابن عم الفقر والعوز والمسغبة والجوع، التقشف هو مصطلح يشير في علم الإقتصاد إلى السياسة الحكومية الرامية إلى خفض الإنفاق وغالباً ما يكون ذلك من خلال تقليص الخدمات العامة، في كثير من الأحيان، تلجأ الحكومات إلى الإجراءات التقشفية بهدف خفض العجز في الموازنة، وغالباً ما تترافق خطط التقشف مع زيادة الضرائب التي تفرضها الحكومة علي الناس ونجد ان (التقشف) بالمعنى العام يُقصد به صعوبة العيش وخشونته، بسبب عدم كفاية حاجيات وضروريات الإنسان، أما في الإصطلاح السياسي فهو برنامج حكومي ذو طابع إقتصادي، يستهدف الحد من الاسراف من زيادة الإنفاق على السلع الاستهلاكية، وتشجيع الإدخار، والعمل على مضاعفة الإنتاج، علاجاً لأزمة اقتصادية، تمر بها البلاد، ونجد أن العديد من الدول مارست هذه السياسة ومن أبرز تلك الدول هي إسبانيا وفرنسا وبريطانيا والمغرب والجزائر والسودان واليونان، وفي نظر الحكومات واهل الاقتصاد  تبقى (سياسة التقشف) هي الحل الوحيد أمام أية دولة تعاني من مشكلة إقتصادية مثل العجز في الموازنة وإنخفاض الإيرادات مقارنةً بالنفقات العامة للدولة إلى أن تقوم تلك الدول بزيادة الإنتاجية وبالتالي زيادة إيراداتها حتى تخرج من تلك الأزمة وهذا الأمر ليس حكراً على الدول وحدها بل يمكن لأي فرد استخدام سياسة التقشف في حياته اليومية للتخفيف من مصروفه، كما تستخدمه شركات القطاع الخاص حين تلجأ إلى خفض نفقاتها من خلال تسريح بعض الموظفين وتخفيض الرواتب ووقف المصاريف غير المنتجة، كما تفعله الحكومات حين تضطرها الظروف إلى تقليص نفقاتها أيضاً إذاً التقشف هو إجراء قد يفرض نفسه على القطاعين  العام والخاص حين تنخفض المداخيل وتصبح غير كافية لتغطية المصاريف، فيتم اللجوء إلى خيار تقليص النفقات، لأحداث التوازن بينها وبين الإيرادات وأكثر الطبقات التي تتأثر بالتقشف هي الطبقات الدنيا من الفقراء حيث يصيبهم الغلاء وإرتفاع الأسعار في مقتل وليس أمامهم سوى مزيد من الشد على الإحزمة التي يربطون بها بطونهم من شدة الجوع وغلاء الأسعار، تظل الحكومة تدعو المواطنين الي مزيد من  (التقشف) حتى أصاب الناس القشف والجفاف والجوع وكل وزارة من وزارة الدولة ترفع مزيدا من شعارات التقشف لتثبت أنها تنفذ خطة الدولة بحذافيرها حتي تنجح السنه المالية للحكومة لعام( الرمادة الجديد) حيث ترفع وزارة المالية شعار (وما من دابة في الارض الا على الله رزقها) وزارة المياه تعلق في واجهة مبانيها شعار التقشف لهذا العام ( فتيمموا صعيداً طيباً) أما وزارة الصحة فشعارها   (كل من عليها فان ).

ووزارة النقل والمواصلات فشعارها (والخيل والبغال والحمير لتركبوها) وزارة التجارة شعارها (وان تصموا خيراً لكم لو كنتم تعلمون) ووزارة الدفاع ترفع شعار (فأذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ووزارة الداخلية‎ ترفع شعار (من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه) ووزارة الثقافة والإعلام  ترفع شعار (إذا كان كان الكلام من فضة  فالسكوت من ذهب)  ووزارة الطاقة والكهرباء ترفع شعار(وجعلنا الشمس ضياءاً والقمر نورا) وهذا التقشف يذكرني بقصة صاحبنا جحا حيث يحكى عندما كان جحا قاضياً جاء إليه رجلان فقال أحدهما أنا يا سيادة القاضي كنت أمشي في طريقي أحمل رغيفاً من الخبز فمررت بدكان هذا الرجل وكان يشوي لحماً فاستوقفتني رائحة الشواء فأخذت أقتطع من الرغيف وأمرره في الرائحة وآكله حتى إذا أردت الإنصراف أمسكني صاحب الدكان وطالبني بثمن الرائحة ،أهذا عدل يا سيدي، قال جحا لصاحب الدكان الجزاء من جنس العمل كم تريد ثمناً للرائحة؟ قال خمسة دراهم يا سيدي إلتفت جحا إلى صاحب الرغيف وقال أخرج خمسة دراهم وألقها على الأرض،فعل الرجل ذلك فرمى بدراهمه واحداً بعد الآخر فأصدرت جميعها رنيناً فقال جحا أسمعت ذلك الرنين يا صاحب الشواء قال بلى ياسيدي قد سمعته فقال جحا ذلك الرنين ثمن تلك الرائحة، لقد أكل بأنفه وها أنت قد أخذت أجرك بأذنك


اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب